القائمة الرئيسية

الصفحات

هل يجعلنا ChatGPT أذكى... أم أغبى؟

مع الانتشار الواسع للنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT وGemini وGrok وغيرها، أصبحت الكتابة من أكثر المهام شيوعًا التي يطلبها المستخدمون من هذه الأدوات. وبما أن هذه النماذج مصممة للتعامل مع اللغة، سواء في الترجمة أو التصحيح أو إعادة الصياغة، فإن الاعتماد عليها في كتابة المهام والمشاريع الدراسية بات شائعًا، خاصة بين الطلاب.

من هنا انطلقت دراسة مثيرة للاهتمام بعنوان "Your Brain On ChatGPT" من باحثين في MIT Media Lab – نفس المعهد الذي أصدر دراسة سابقة بالتعاون مع OpenAI تشير إلى أن قضاء وقت طويل مع ChatGPT قد يزيد من مشاعر الوحدة.

تجربة علمية: ماذا يحدث لدماغك عند استخدام ChatGPT؟

الدراسة شملت 54 مشاركًا من طلاب وباحثين (تتراوح أعمارهم بين 19–39 عامًا)، قُسموا إلى ثلاث مجموعات:

  1. مجموعة تعتمد على عقولهم فقط.

  2. مجموعة تستخدم محركات البحث مثل Google.

  3. مجموعة تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT).

طُلب من المشاركين كتابة مقالات حول مواضيع مختلفة عبر ثلاث جلسات، ثم في جلسة رابعة طُبّق نظام "تبديل الأدوار": من استخدم ChatGPT سابقًا كُلف بالاعتماد على نفسه، والعكس.

النتائج: تراجع في النشاط العقلي مع ChatGPT

  • تم تسجيل النشاط الدماغي للمشاركين باستخدام أجهزة EEG.

  • أظهرت مجموعة "العقل فقط" أعلى مستويات النشاط في موجات Alpha (المعالجة الدلالية)، وTheta (عبء الذاكرة)، وDelta (الإبداع).

  • أما مجموعة محركات البحث، فكان النشاط العصبي لديهم أضعف بنسبة 34-48%.

  • مجموعة ChatGPT كانت الأضعف، بنشاط أقل بنسبة 55% من مجموعة "العقل فقط".

ماذا عن الجهد المعرفي؟

  • العبء المعرفي، أي الجهد العقلي المطلوب للفهم والتعلّم، كان أقل بنسبة 32% في مجموعة ChatGPT مقارنة بالبقية.

  • هذا يعني أنهم تفاعلوا مع المعلومات بعمق أقل، ما أدى إلى تعلم أقل كفاءة.

اختلافات في أسلوب الكتابة

  • مقالات مجموعة ChatGPT كانت أكثر تركيزًا على النجاح الشخصي، وتكررت فيها الصياغات النموذجية، ما جعل الحكام يصفونها بأنها "بلا روح".

  • مجموعة محركات البحث تأثرت بمصطلحات الـSEO المنتشرة في المقالات الموجودة على الإنترنت.

  • أما مجموعة "العقل فقط"، فكانت الأكثر تنوعًا وثراء لغويًا.

من يمتلك النص؟ وماذا عن الذاكرة؟

  • 80% من مستخدمي ChatGPT نسبوا الملكية الكاملة للنصوص لأنفسهم.

  • بينما أكثر من 90% من مجموعة "العقل فقط" شعروا بثقة أكبر ونسبوا النصوص لأنفسهم بوضوح.

  • في جلسة تبادل الأدوار:

    • 3 فقط من 9 في مجموعة (LLM-to-Brain) تذكروا عناوين مقالاتهم.

    • بينما تذكّر جميع المشاركين في مجموعة (Brain-to-LLM) مقالاتهم السابقة، وأظهروا تفاعلًا أقوى وذاكرة أدق.

خلاصة الدراسة: هل استخدام ChatGPT يضعف الدماغ؟

الدراسة – التي لم تُراجع بعد من قبل خبراء (لم تمر بمرحلة Peer Review) – تخلص إلى التالي:

  • الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى ضمور في النشاط الذهني.

  • لكن... عندما يُستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة بعد بناء أساس معرفي قوي، تكون الفائدة عظيمة.

تشبيه مهم: مثل الآلة الحاسبة

كما لا يُسمح للأطفال باستخدام الآلة الحاسبة في المراحل المبكرة كي يتقنوا الحساب يدويًا، من المهم تعليم الطلاب كيف يفكرون ويكتبون قبل منحهم أدوات تسهّل المهمة. الشخص الذي يمتلك أساسًا قويًا سيكون الأقدر على استخدام الذكاء الاصطناعي بكفاءة وذكاء.

 

تعليقات